أُغَنِّي …
لِأَنِّي أَرَى
مَا لاَ يُرَى
أُغَنِّي …
فَأَختَرِقُ الجِدَارَ العَازِلَ
بَيْنَ النَّـــارِ وَالفِرْدَوْسِ
أُغَنِّي …
لِأَرَى العِنَبَ
قُطُوفًا قُطُوفًا
فِي أَيدِي فَلَّاحَاتِ شَعْبِي
وَأَرَى
الزَّيْتُونَ وَقَد عَادَ
مُنتَشِيًا
فِي أَيدي غَارِسِيهِ
أُغَنِّي …
لِأَنِّي الشَّاعِرَةُ الحَالِمَةُ
بِأُمَّةٍ ..
سَتَنْبَثِقُ مِن قُمْقُمِ
الذُلِّ وَالهَوَانِ
لِتَحْيـــَا..
لِتُغَنِّـــي…
وأُغَنِّي …
لِأَنِّي الشَّاعِرَةُ الرائِيَةُ
التي تَرَى
فِيَ ظَلاَمِ النَّفَقِ
تِلكَ الشَّمسَ الصَافِيَة
أُغَنِّي …
وَلاَ يُخْطِئُ ظَنِّــي
بِأَنِّي..
حِينَ أُغَنِّــي
أَرتَقِي
فَتَنتَشي فِي أُغْنِيَتِي
طُيُورُ المَنَــافِي
التي
آنَ أَوانُ هِجْرَتِهَا
المُعَاكِسَة
كَي تُغَنِّـــي..
وَأُغَنِّـــي..
دَعُونَا نُغَنِّــــي!